الاثنين، 27 أبريل 2009

محبرة الليل والمطر


الليل والمطر والطين صنعوا محبرة ، بللت ريشتى منها ، سطرت قدرى بيدى ، و ليتنى لم افعل ... ليتنى كسرت كل الألوح التى كتبت عليها ، وليتنى ما نظرت للخلف ، و لا ودعت المكان و الشجرة القعيدة ، ومكانى تحتها ... عبرتُ الجدول الذى جرى من قبل بأيامى و الذى لم يسمح لى يوما بالبكاء ، بحثت كثيراً عن الثعبان الذى إختفى وصار طريقا مشيت فوقه بأقدام تتلصص و آذان تسترق السمع باحثة عن الحافلة المترهلة التى حملتنى بعد ذلك على ظهرها أنا و بقرة ستذبح بعد ساعة ، كانت بائسة و تعيسة لكنها صارت سعيدة متفاخرة عندما عرفت انى مذبوح منذ الأزل ، درت لبنا إستقبلته فى محبرتى ، حاولت به كتابة قدر جديد ...قدر أبيض ، قالت البقرة إبحث عن ألواح سوداء ، وعندما كتبت كلماتى عليها لم تنتج حروفاً بيضاء ، إختفى قدرى بين سوادين ، قفزت بمحبرتى من الحافلة ، عدت للجدول ، قذفتها فيه ، تفجرت منه عيون جرت بماء أسود