الثلاثاء، 15 أبريل 2008

أموت أعيش ما يهمنيش




لم يكن كغيره من القطط التي تسكن حينا الهادئ ، يقبع دائما تحت هذه الشجرة التي تواجه شرفة منزلي ، كنت اراه و اقابله وانا في الطريق الي سيارتي ، كثيرا ما كان يعترض طريقي فلا يهابني بل كان علي أنا ان احيد يمينا او يسارا لأتفاداه ، لم يكلف نفسه يوما مؤنة ان يتحرك مبتعدا بل علي العكس كانت له نظرات حاده تبعث علي التوتر ، كنت لا اجد ما افعله سوي دفع باب السيارة بشدة من الداخل.
ذات ليلة و في ساعة متأخرة منها كنت اقرأ أحد الروايات , لكني دلفت الي الشرفة لأدخن سيجارة بنكهة البرد والليل . في هذا التوقيت ، كان القط مازال رابضا في موقعه الذي لا يغيره ، شد انتباهي ان احد الكلاب كان يعبر الطريق ثم عرج فجأة في اتجاه القط ثم اسرع الخطا نحوه ، كنت اتوقع انا والكلب ان القط سيهرب لا محالة ، لكنه تكور واقفا في مكانه رافعا ذيله مستعدا للقتال ، اصطدمت عين الكلب بنظرات القط المتنمر فتجمد في مكانه ثم استدار ثم ولي الادبار ، لم يطل غياب الكلب ، عاد و برفقتة اربعة كلاب ، تاكد لي هذه المرة ان القط سيهرب او ربما سيركب عوالي الاشجار، لكنه لم يفعل بل تأهب للقتال ! تأهب لقتال خمسة كلاب بمفرده ! أغاروا عليه ، حاصروه ، رأيته وهو يقاتلهم و يقاومهم ، بذل كل قواه ما ظهر منها وما بطن ليثبت امامهم . نال من بعضهم , احيانا كنت اسمع صراخ غيرواحد منهم , لكنهم في النهاية اجتاحوه بانيابهم و لم يتركوا منه شعرة الا وعقروها ، اسرعت نحو الباب , فتحته, والقيت بنفسي في الطريق القمت احدهم حجرا فصرخ ثم هرب مبتعدا فتبعه رفاقه ، حملت القط المضرج في دمائه الي بيتي , طببته قدر ما استطيع وضعته بجوار المدفاة ثم حولت عنه عيني وعدت اتابع قراءة الرواية التي كنت اقرأها وكان المشهد الاخير وفيه كان البطل الثائر يستقبل الموت علي يد جلاديه من جنود الاحتلال وكان غير عابئ ولا مكترث ، بل كان يداعب بعينيه احد رفاقه الذين حضروا وقائع تنفيذ حكم الاعدام . تحولت بعيني الي القط بعد ان انتهي المشهد الاخير من الرواية , لأجده و قد فارق الحياة معلنا ذلك برعشة شديدة متبوعة بسكون تام !! حاولت القبض علي دمعة تريد الفرار لكن جفوني افلتتها , لم أكن لأعترض طريقها فقط كنت اريد ان أسألها ، لمن ستهب نفسها ؟