السبت، 11 أبريل 2009

ثورة البهلول




إستيقظ من نومه على الجلبة التى أحدثها حوله عمال النظافة ، رفعوا صندوق القمامة لأعلى ، أمالوه فى الشاحنة الكبيرة ذات الرائحة الكريهة ، سقط مع القمامة متكدساً معها ، إنتظروه ، ظهر بعد دقيقة واقفا على قمة الأكوام يشبه شجرة كريسماس تعلقت بها كل الأوساخ ، هبط من الجانب الآخر وسار فى دروب الحى الضيقة ، يضحك للذباب الذى كان يصاحبه و يرفض فراقه ، نسى الحجارة التى طاردته بالأمس لا يتألم ، ولا يتذكر و لا يخاف إلا من من مجاهيل لا يعرفها أحد ، نباح الكلاب لا يخيفه ولا تروعه الهراوات ، جلس مستندا إلى حائط يختبىء خلف شجرة كافور عجوز ، رآه الصبى الغريب الذى يعمل حديثاً فى البقالة أشفق عليه ، أخرج له قطعة حلوى على صفحة من الورق ،وضعها أمامه ، نظر إليها وإليه ، رفعها إلى أنفه ثم وضعها فى فمة ، إبتلعها بسرعة ، لعق أصابعه و إبتلع الورقة ، نظر حوله ثم نهض ، تحرك نحو البقالة ، تسمر أمامها بعين تتجول حتى إصطدمت بالحلوى على أحد الرفوف ، حاول الدخول ، إعترضه البنك ، حاول دفعه ، حطمه و لم يستسلم لهراوة البقال ، دفعه بعيدا ، أطاح بكل ما يحول بينه وبين الحلوى ... تحطم المحل وهرب البقال والصبى و تجمع أهل الحى .